أخي في الله: أولئك المحظوظون المحفوظون من كيد الشيطان لا سبيل له إليهم «قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}. قال تعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} وقال: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}.
وقال في حق الصديق يوسف - صلى الله عليه وسلم -: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[الإمام ابن القيم].
أخي في الله: ما أحصن حصن المحبين .. حراسة ملائكة غلاظ شداد .. مددهم وعونهم من ملك الملوك، فلا غرابة أن ينصرف المحبون بقلوبهم عن الدنيا وأهلها.
أخي: وأي غرابة في ذلك وهم الفائزون بالغاية القصوى .. والأمنية العظمى .. ليلهم نهار .. ونهارهم ضياء ..
قيل لبعض العارفين: إنا لنوسوس في صلاتنا. قال: بأي شيء بالجنة أو الحور العين والقيامة؟ قالوا: لا بل بالدنيا. فقال: «لأن تختلف في الأسنة أحب إلى من ذلك! ».
فانظر أخي لنفسك فإنك لن تجد كنزًا أغلى من محبة مولاك سبحانه وتعالى ..