للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: ٩٣].

أخي المسلم: إنها منزلتان بعد الموت! لا ثالث لهما: إما أن تأتيك ملائكة الله تزُفُّ لك البشرى برضوان الله تعالى؛ وأنت يومها السَّعيد فزتَ وأفلحتَ .. وإما أن تأتيك ملائكة سود الوجوه تبشِّرك بسخط الله تعالى وسوء الخاتمة! فما أشقاك! وما أعظم خسراتك!

الموتُ بابٌ وكلُّ النَّاس داخلُهُ ... يا ليت شعري بعد الباب ما الدارُ

الدَّارُ جنَّة خُلْدٍ إنْ عَمِلْتَ بمَا ... يُرضي الإلَهَ وإنْ قَصَّرتَ فالنَّارُ

أخي: ألا دموع تذرفها؟ ! ألا زفرات تنفثها؟ ! ألا توجعات من بين الضلوع تخرجها؟ !

حقًا! قست القلوب! ورانَ عليها غطاء الذنوب!

نودِّعُ الأموات .. والقلوب أموات!

نودِّع الأموات .. ولا عبرة ولا عظَات!

نودِّعُ الأموات .. ولا سؤال: أين القرار في النِّيران أو الجنَّات؟ !

نودِّعُ الأموات .. وها نحن قبل الممات أموات!

وكَمْ من صحيح باتَ للموتِ آمِنًا ... أَتَتْهُ المنَايَا بغَتةً بعدَمَا هَجَعْ

<<  <   >  >>