ولا تخدعنك أخي نفسك, ولطالما خدعت الأنفس العباد ..
فكم متخبط غارق في بحور الشهوات يظن أنه من أسعد الخلق! !
مسكين هذا! ولو نظر إلى عواقب ما يجنى من تلك السعادة الكاذبة؛ لعلم أنه من أشقى الناس,
فاحذر أخي ثم احذر تلك السعادة الكاذبة.
[وقف أخي]
أخي يا من أسرفت في الذنوب, ولبست من المعاصي ألوانًا! نهارك لاه! وليلك غافل!
أخي الشاب: كم كان الله تعالى رحيمًا بعباده .. حليمًا .. فقد مد لعباده في التوبة والرجوع إليه، ولم يقنطهم من رحمته، بل ناداهم نداء رحيم بهم:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر: ٥٣].
أخي الشاب: التوبةَ التوبة .. الإنابةَ الإنابة .. وما أحلى التوبة منك أخي وأنت في ربيع أيامك وزهرة شبابك .. فما أسعدك أخي إن طرقت باب مولاك تعالى راجيًا القبول، وغفران الذنوب .. ومعاهدًا على لزوم الطاعة، ومفارقة الهوى .. فعساك أخي أن تكون ممن عناهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلى ظله». فذكر منهم:«وشاب نشأ في عبادة ربه». رواه البخاري ومسلم.