أخي: إن شئت أن تقصم ظهر الشهوات؛ فلن تقصمها بسلاح أقوى من الصبر؛ فهو عدوها اللدود، فلا تكن أخي خوارًا ولا ضعيفًا، فاضرب الشهوات بعزيمة لا تلين، عندها أخي تجنى ثمار ذلك إيمانًا ويقيًنا تجده في قلبك ..
قال إبراهيم القصار:«أضعف الخلق من ضعف عن رد شهوته، وأقوى الخلق من قوى على ردها».
فاصبر أخي وصابر، تنال النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة ..
قال تعالى:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}
[الإنسان: ١٢].
قال أبو سليمان الداراني:«صبروا عن الشهوات».
وقال يحيى بن معاذ:«حفت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها، وحفت بالنار بالشهوات وأنت تطلبها، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء إن صبر نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عافية، وإن جزعت نفسه مما يلقى طالت به علة الضنى».
فاصبر أخي تجد في طاعة الله تعالى شغلاً عن معاصيه؛ لتكون بعدها أخي في مصاف المهتدين .. ومواكب التائبين .. وما ذلك ببعيد.
وقف أخي!
وأنت يا أيها العاشق الولهان! أي داء هذا أخي الذي أفسد عليك دينك ودنياك؟ ! أليس هو ما تسمونه بـ (العشق) أو (الغرام)