أخي الشاب: وقاني الله وإياك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .. وعصمنا بفضله عن الأهواء والشهوات ..
أخي: ما أهلك العباد إلا الهوى! النفس تهوى كل شيء؛ وإن عصت فيه ربها تعالى! وخاصة نفوس الشباب، فهي تغلي بأصحابها كما يغلي المرجل! وتتوثب إلى الملذات والشهوات توثبا ..
فواحسرتها أخي على شاب أحرق نضار شبابه في اللذات والشهوات! !
أخي كم من الشباب اتخذوا أهواءهم مطية! ولبئس المطية أخي مطية الهوى .. أما رأيت أخي كيف ذم الله تعالى الهوى في كتابه العزيز؟ ! فقد قال تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية: ٢٣].
قال الحسن البصري رحمه الله:«هو المنافق لا يهوى شيئًا إلى ركبه».
وكل امرئ يدري مواقع رشده ... ولكنه أعمى أسير هواه
يشير عليه الناصحون بجهدهم ... فيأبى قبول النصح وهو يراه
قال مالك بن دينار:«بئس العبد عبد همه هواه وبطنه». أخي الشاب: أين أنت واقف؟ ! على عتبة الهوى؟ ! أم على عتبة الطاعة لله تعالى؟
فبالله أخي إذا كنت من الواقفين على عتبة الهوى! ما الذي وجدته في دنيا الهوى؟ !