قالت إحدى الداعيات: ذهبت يومًا إلى المستشفى في الصباح الباكر فإذا بي أرى امرأة كبيرة في السن، تأتي مبكرة مثلي، ولعل ابنها أتى بها وذهب إلى عمله، لكن طال تعجبي وهي تحمل كيسًا كبيرًا يخط منها على الأرض بين الحين والآخر، حتى استوت على كرسي في غرفة المراجعة فشمرت عن ساعدها وفتحت الكيس، ثم بدأت توزع الكتب على المراجعات، وكلما أتت مراجعة جديدة وجلست قامت إليها وأهدتها كتابًا قالت الداعية: فجاء موعدي وقمت إلى الطبيبة، ثم إلى مراجعات في المستشفى انتهى بي إلى الصيدلية، ثم إلى عدت إلى مكاني الأول الذي أتيت إليه قبل أربع ساعات، فإذا المرأة في مكانها، وتعمل عملها، فعلمت أنه من أكبر الداعيات، وما أتت إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، ومع تأكدي من بعد منزلها، وكبر سنها، وضعفها، ومع هذا تحمل كيسًا لا يحمله إلا الأشداء من الرجال، يا ترى كم من امرأة استقام أمرها؟ وكم من فتاة صلح حالها؟ كم من سافرة تحشمت؟ وكم من مفرطة أنابت؟ وكل ذلك في ميزان حسنات هذه المرأة العجوز لا ينقص من أجر الفاعلة شيء! أليست هذه نعمة من الله عظيمة؟ بلى والله!
دعونا نأت لأمر أقل: كم مرة نذهب إلى المستشفيات؟ قد يكون مرة أو مرات، دعونا نستثمر هذه الفرصة بحمل الكتب إلى أماكن المراجعين والمراجعات. هذا إن ضعفت الهمة عن فعل المرأة العجوز وإلا فنحن أحق وأولى من الضعيفة المسكينة لكن! ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء «ومن عمل صالحًا فلنفسه».! .