ترددت كثيرًا عندما تقدم لها زوج توفيت زوجته، وتركت له طفلين، وعندما استخارت الله عز وجل واستشارت من تثق فيه، قالت: أحتسب عند الله عز وجل تربية هذين اليتيمين، ولعل الله عز وجل أن يأجرني على حسن التربية، وتنازعها الناس في ذلك .. كيف تربين من ليسوا بأبنائك؟ سوف يفسدون حياتك! تخرجين إلى الدنيا بولدين! ليس لك إلا الهم والغم! لكنها استخارت واستشارت فأقدمت على الزواج، وهمها كيف تربي الصغيرين؟ فكانت لهم نعم الأم الحانية والمربية الحازمة، فنشآ وهما لا يشعران إلا بالحب والعاطفة والحنان مع حسن تربية وتعليم. ومرت الأيام ورزقها الله عز وجل بأبناء فكانت تمر بالأزمات حين يتشاجر الصغار أو بكاء البعض! فكانت تخاف الله عز وجل في اليتيمين وترعاهما، بل وتقدمهما في مواضع على أبنائها! ولقد عانت الكثير، خاصة عندما كبر الطفلان وعرفا أن أمهما توفيت وعلما أن هؤلاء الأخوان غير أشقاء، مع حدة في طباعهم أخذوها من والدتهم، لكنها صبرت وصبرت وقالت: أردت وجه الله عز وجل ولن يخيب ظني، فكانت المرأة الناصحة، والمربية الصادقة. محافظة على العبادات وتعويد على حسن الخلق، حتى شبوا عن الطوق، وكبروا وتفرق الأبناء في كل واد. لكن اليتيمين يعودان لها بين صبح ومساء وكأنها أمهما التي أرضعتهما! قال لها زوجها يومًا وقد رأى دمعة على خدها والابن اليتيم يقبل رأسها! لعل هذا يا أم فلان من عاجل