عندما جئت إلى الرياض لم أكن أعرف بها أحدًا، وحرص زوجي جزاه الله خيرًا على أن أتعرف على أخوات طيبات، قال لي: إنهن نشيطات في الدعوة إلى الله، فعسى أن تتعاوني معهن .. ولكن مرت الأيام ولم أر أثرًا لذلك التعاون، بالرغم من أنني كنت أتحدث معهن عن الأعمال التي كنا نمارسها، وبينت لهن أني على استعداد للمشاركة معهن في أي عمل دعوي، ولكنني لم أتلق أي إجابة .. مرت عليَّ الأيام ثقيلة .. ثقيلة .. فقد كانت الدعوة إلى الله تنتشلني انتشالاً، مما أنا فيه، وتنسيني همومي الدنيوية لتجعل همي هم الآخرة .. فكيف لي أن أعيش دون دعوتي؟ ... رجعت إلى أوراقي وأقلامي أنظر إليها بأسى .. وما وجدت طريقًا سوى أن ألخص بعض الكتيبات، وألخص بعض الأشرطة، أو أن أكتب مواضيع معينة، أحاول أن أبحث فيها .. وأحيانًا كنت أكتب فوائد في بطاقات أعطيها زوجي ليستفيد منها .. وأحيانًا أبحث في المجلات الإسلامية عن مواضيع تصلح لأن تكتب في نشرات، وتوزع في المدارس، وهذا ما تم بالفعل والحمد لله، إذ لابد أن أشارك ببعض الأعمال، ولابد من أفكار دعوية توزع على منطقتنا، وعلى المدارس. وهكذا مرت سنة كاملة على هذا الوضع .. إلى أن عرضت على جارتي إلقاء دروس في منزل إحدى الأخوات ... حقيقة .. لم أكن متمرسة في إلقاء الدروس بكثرة .. فقد كنت مقلة جدًا .. كنت أفضل الدعوة الورقية (أقصد الكتابة وإعداد النشرات