«داداب» منطقة صحراوية قاحلة، تقع على الحدود بين كينيا والصومال، وكانت نقطة تجمع للاجئين الصوماليين الفارين من جحيم الحرب الأهلية في بلدهم. فاجتمع بها عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال، يفوق ثلاثمائة ألف لأجئ. وقد أقامت إحدى عشرة منظمة تنصيري مواقع لها في معسكرات اللاجئين، وفي وسط الحشد الهائل من المنظمات الغربية لا توجد سوى مؤسسة إسلامية وحيدة- بارك الله في جهودها- وهي مؤسسة الحرمين الخيرية، فأقامت في كل معسكر عشرات المساجد، وبدأت تعلم الأطفال وتدرسهم حتى بلغ عدد الطلاب في مدارسها المقامة في تلك المنطقة أكثر من ثلاثين ألف طالب، وهذه المعلومات ليست جديدة على القارئ فقد كتبت فيها تقارير وافية لمن زارها من الدعاة وكذلك مندوبي مؤسسة الحرمين الخيرية.
في هذه البقعة الجرداء تظهر الصراعات العجيبة، مع الفقر والمرض والحاجة، وتسعى المنظمات إلى دعوة المسلمين إلى التنصر، بشكل علني ومباشر، وشعار الجميع المبطن (النصرانية أو الموت).
لا يرقبون في مسلم إلاًّ ولا ذمة. إنها حرب اجتمع فيها على المسلمين التنصير مع الجوع والعطش والفاقة والمرض! وفي وسط هذا السواد المظلم من دعوة النصارى، وجوع المسلمين وحاجتهم، جرت أحداث بسيطة، وواقعة سريعة تمثل الاعتزاز بالدين ورفع الرأس به، حيث طلبت الأمم المتحدة هناك اجتماعًا للمنظمات