العامة، بما فيها مؤسسة الحرمين، وكان مندوب المؤسسة هناك من الشباب السعودي، قال وهو يحدثني: لما دعيت إلى الاجتماع وجدت أن الموعد يوافق صلاة الجمعة، وكأنهم وقتوا للأمر. فاعتذرت لهم برسالة خطية بأنني مسلم، وهذا وقت صلاة الجمعة، ولا يمكنني إجابة الدعوة، ونظرًا لحاجتهم لحضوري لأمور تنسيقية مهمة أعادوا الكتابة وسؤالي عن الوقت المناسب. فأرسلت لهم بأن الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الجمعة، بعد انتهاء الصلاة موعد مناسب، وكررت كلمة الصلاة، والإسلام في الخطاب كثيرًا.
قال: فأجابوني إلى طلبي، ولما أديت صلاة الجمعة خطيبًا، يممت نحو مكان الاجتماع، وحين دلفت إلى القاعة وقد اكتمل عقد الحضور فإذا بامرأة سافرة في وسط الجمع، مندوبة عن مؤسسة تهتم برعاية الطفولة، فتراجعت ولم أدخل، فأدركني المسئول المنظم للاجتماع وتساءل. لماذا عدت؟ ماذا جرى؟ قلت له: أنا مسلم ولا أجلس في مكان فيه امرأة سافرة لست محرمًا لها. فدخل عليهم ليبدي وجهة نظري، وسمعتهم يتداولون الأمر، ثم بعد برهة، إذا بالمرأة تحرج من الاجتماع وتمر بجواري خارجة من القاعة. عندما دخلت بعزة وشموخ، وجلست على كرسي معد لي، وضع أمامه اسم مؤسستي. وبدأ الاجتماع في وسط الحضور الكبير، وخلال دقائق فإذا بي أسمع صوت المرأة وقد أطلت بنصف رأسها مع الباب، وهي تستأذن في الدخول. فلما لمحتها إذ بها وضعت غطاء على رأسها. عندها أذنت لها بالدخول وقلت بصوت مسموع: