للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا منه، لأنه ليس للعباد شفيع من دونه، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض فيما يقدرون عليه بسبب قوة السلطان أو الرغبة في الإحسان أو نحو ذلك من الأسباب التي تؤثر على المخلوق، فيقبل شفاعة مخلوق مثله، أما الخالق - جل وعلا - فلا يؤثر عليه شيء من ذلك البتة. لأن الكل فقراء إليه وهو الغني الحميد. ولا يطلب من الميت أي مطلب البتة، ولا يقسم به على الله فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله ودعا غيره.

وغاية ما في المسألة أن الحي يسلم على الميت سلامًا فقط ويدعو له.

فإن كان الميت المسلم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه الزائر وشهد له بالبلاغ وتأديته الأمانة والنصيحة للأمة وسأل الله أن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء، ولا يرفع صوته بذلك بل يدعو سرًا بينه وبين الله، ويتوجه إلى القبلة لا إلى القبر وإن سلم وانصرف فحسب.

والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يحصل بها الثواب على بعد المكان وقربه. كما قال - صلى الله عليه وسلم - «وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» رواه أبو داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وإن كان الميت غير النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن مات

<<  <   >  >>