عباس رضي الله عنهما أنه قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال:«السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر». رواه أحمد والترمذي وحسَّنه. وبهذا يتبين أن الفائدة من زيارة القبور هي: إحسان الزائر إلى نفسه بتذكر الموت والآخرة والاتعاظ والاعتبار، وإحسانه إلى الميت بالسلام عليه والدعاء له بالرحمة والمغفرة وسؤال العافية.
[زيارة القبور الشرعية]
الزيارة الشرعية: هي التي القصد منها تذكُّر الآخرة والاتعاظ والدعاء للأموات من المسلمين، واتباع السنة؛ كما مر في الأحاديث، وهي التي لا يقصد الزائر منها غير ذلك.
[الزيارة المحرمة]
وأما الزيارة المحرمة فهي نوعان: بدعية منكرة، وشركية محضة؛ فأما البدعية فهي التي يقصد بها عبادة الله عند القبور تبركا أو اعتقادا أن لعبادة الله عندها مزية على عبادته سبحانه في المساجد أو في البيوت؛ كمن قصد قبر نبي أو صالح أو غيرهما ليصلي عنده أو يدعو الله عنده ونحو ذلك .. فهذا بدعة لا يجوز.