جاء محمد، - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم على بقية من دين إبراهيم، عليه السلام، يتعبدون ويحجون، ويتصدقون ويذكرون الله، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله، يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله، ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة، وعيسى، عليه السلام، ومريم وأناس غيرهم من الصالحين. فأخبرهم، - صلى الله عليه وسلم -، أن هذا التقرب والدعاء لا يصلح إلا لله، ولا يصح صرف شيء منه لغيره - سبحانه - لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، فضلا عن غيرهما وأن ذلك وغيره من أنواع العبادة حق لله، فمن صرفه لغيره حبط عمله. قال تعالى:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان الآية: ٢٣].
[توحيد الألوهية]
وأما توحيد الألوهية: فهو توحيد العبادة، وهو إفراد الله - سبحانه وتعالى - بجميع أنواع العبادة التي أمر بها. مثل: الإسلام والإيمان، والإحسان، ومنها: الدعاء والخوف