للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودليل النذر قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان: الآية ٧].

فإذا عرف أن هذه المذكورات عبادات. فالعبادات كلها لله وحده لا شريك له. كما أمر الله بذلك، وأرسل به رسله، عليهم الصلاة والسلام.

وتوحيد العبادة هو معنى - لا إله إلا الله - وهو التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم - وهو الذي من أجله قامت المعارك بينهم وبين أممهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

وهذا النوع من التوحيد هو الذي جحده المشركون وحاربوا أنبياءهم من أجله، لما دعوهم إلى تحقيقه استنكارًا منهم لتلك الدعوة التي دعتهم لترك ما عليه الآباء من شرك وضلال.

[دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى توحيد العبادة]

ولما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - دعا إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله وإلى تحقيق معناها والعمل بها لأن ذلك هو المراد من هذه الكلمة فناصبه مشركو قريش العداوة لما علموا مراده بدعوتهم إلى كلمة التوحيد وأنه إنما أراد معناها لا مجرد لفظها فقط لتكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له، ولئلا يصرف منها شيء لغيره - سبحانه وتعالى -.

<<  <   >  >>