وعلق الإمام الشهيد ابن النحاس على هذا الحديث قائلا:(وهذا يدل على أن الرباط أفضل الأعمال التي يبقى ثوابها بعد الموت).
إزالة شبهة: يعتذر بعض الناس عن عدم الذهاب إلى الجهاد بحجة قوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من طال عمره وحسن عمله)، فنقول: الحمد لله هذه الشبهة زالت بهذا الحديث (كل ميت يختم على عمله .... ) الحديث، فمن يموت أو يُقتل شهيدا في هذا العصر سواء كان في أفغانستان أو في الشيشان أو في العراق أو في الصومال ... أو غيرها من ثغور الإسلام، فمن ثبت فيها وهو يجاهد ويقاتل ولم يتراجع عن هذا حتى قتل فهو يُعتبر شهيدا ومرابطا يجري له أجر الرباط وغيره إلى يوم القيامة، وتصور متى يكون يوم القيامة؟ ٢٠٠ سنة أو ٣٠٠ سنة؟؟ الله أعلم.
المهم أن طوال هذه السنين يجري لك أجر الرباط وأعمالك اليومية كلها، وأنت في أعلى عليين برحمة الله وفضله.
وأيضا هل اطلع الغيب حتى علم أن عمره طويل وأن عمله حسن مع أن علامات الخذلان تلوح من مقالته التي أبطل بها أحسن الأعمال متكلا على مالا يملكه ولا يعلمه واعلم أن الجهاد لايقدم أجلا ولا يؤخره، قال تعالى:{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
قال ابن كثير رحمه الله: قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} أي: هذا قدر مقدر من الله عز وجل، وحكم حَتْم لا يحاد عنه، ولا مناص منه.