وكثير منا يمر على مثل هذا الحديث مرورا عابراً دون أن يتأمل في ألفاظه ولا يتعمق في معانيه فانظر إلى قوله (لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة) وهذا يعني أنهم من الصديقين لأن الله قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء/٦٩]، فطب نفسا إن كنت صديقا شهيداً.
وبعض الناس يريد أن يجعلك مع الخوالف والقاعدين وتترك درجة تكون بها قريبا من النبيين هناك تطيب نفسه ويرتاح ضميره ولاحول ولا قوة إلا بالله
[٥ - الفضيلة الخامسة: أفضل من عبادة سبعين سنة]
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: مر رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشعب فيه عيينة من ماء عذبة، فأعجبته، فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:(لا تفعل؛ فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، ويدخلكم الجنة؟ أغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وشتان شتان بين نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل وبين نصائح بعض الناس في عصرنا فهجراه وديدنه ورأس ماله ولب أعماله ثنيك وإعاقتك عن الجهاد وطريق السداد والرشاد فمن تتبع ياأخي المسلم ومن أسوتك وقد قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
[٦ - الفضيلة السادسة: أفضل الشهداء]
قال صلى الله عليه وسلم:(أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة يضحك إليهم ربك فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه) رواه أحمد.