- وأما الفضائل التي يُحرم منها القاعدون عن الجهاد فهي كثيرة جدا، ومنها:
[١ - الفضيلة الأولى: مائة درجة في الجنة للمجاهدين في سبيل الله]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس، قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة. رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- معلقا على هذا الحديث: فهذا ارتفاع خمسين ألف سنة في الجنة لأهل الجهاد.
[٢ - الفضيلة الثانية: كرامة الشهيد عند الله]
وعن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة)).
وفي رواية:((لما يرى من فضل الشهادة)) متفق عليه.
تصور أخي الحبيب: أن العلماء والفقهاء والمحدثين والخطباء والدعاة والعبَّاد والصالحين على اختلاف طبقاتهم لا أحد منهم يتمنى أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد لما يرى من فضل وكرامة الشهادة عند الله سبحانه.
"فكرامة الشهيد لا يستطيع أن يتصورها عقل أو أن يصفها قلم"