للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام سحنون: سرعة الجواب بالصواب أشد فتنة من فتنة المال (١).

وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه «مدارج السالكين» في منزلة الخشوع: ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ من ذلك أمراً لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيراً: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت:

أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي

وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً.

قدس الله روحه. فهو يرسم صوراً عملية من التواضع، وإلا فهو من أئمة السلف ومن عائلة علم ودين نفع الله بها الإسلام والمسلمين، ولا تزال مؤلفات عائلة ابن تيمية في الأمة، تصدر عنها وترجع إليها؛ لما فيها من علم والتزام بمنهج السلف الصالح القائم على الكتاب والسنة.

روي عن بشر بن الحارث أنه قيل له: ألا تحدث؟ قال: أنا اشتهي أن أحدث، وإذا اشتهيت شيئاً تركته (٢).

وعن أبي داود السجستاني قال: لم يكن أحمد بن حنبل يخوض في شيء يخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلم تكلم.


(١) السير ١٢/ ٦٩.
(٢) السير ١٠/ ٤٧٠.

<<  <   >  >>