للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه (١).

أخي الحبيب:

كم لدينا ممن معهم من العلم ما يكفي لإلقاء الدروس والمواعظ؟ بل كم لدينا ممن يحسنون قراءة الفاتحة وقصار السور ونرى حولهم من كبار السن من يجهلون أم الكتاب؟ ! ولكن أين هم؟ ! وهل يعذرون أمام الله عز وجل؟ !

قال أبو بكر بن عياش: الدخول في العلم سهل، ولكن الخروج منه إلى الله شديد (٢).

وعندما سئل يحيى بن معين: أيفتي الرجل إذا كان حافظاً لمائة ألف حديث؟ قال: لا، قلت: ومن مائتي ألف حديث؟ قال: لا، قلت: ثلاثمائة ألف؟ قال: لا، قلت: خمسمائة ألف؟ قال: أرجو، أي إذا كان حافظاً خمسمائة ألف حديث يفقهها وأحكامها فهذا هو العالم حقاً الذي ينبغي أن يعتد بقوله ويعمل بفتواه.

وروى ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد عن عبد الرحمن البغوي قال: مر علي أحمد بن حنبل جائياً من الكوفة ومعه كيس فيه كتب فقلت له: إلى متى وأنت تطلب العلم؟ إذا كتب الرجل ثلاثين ألف حديث ألا يكفيه ذلك؟ فسكت عني، فقلت: ستين ألف؟ فسكت عني، فقلت: مائة ألف حديث؟ فقال أحمد: إذا كتب مائة ألف حديث


(١) رواه البخاري في ترجمة باب ١/ ١٦٢.
(٢) السير ٨/ ٣٠٥.

<<  <   >  >>