للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يعدل بالصيام، ومذاكرته تعدل بالقيام، وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، وهو إمام والعمل تابعه، ويلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء (١).

وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك (٢).

وكان سليمان بن حرب أحد شيوخ الإمام البخاري، قد وضع له منبر خاص في بغداد على مقربة من قصر الخلافة، في مكان مرتفع، لكي يجلس عليه، ويملي الأحاديث، وكان أمير المؤمنين مأمون الرشيد وجميع أفراد الخلافة يحضرون مجلسه، وكل كلمة كانت تخرج من فم سليمان بن حرب يكتبها أمير المؤمنين بيده، وقد عد الحاضرون فكان أربعين ألف نسمة (٣).

أما أهمية العلم والعلماء وحاجة الناس إليهما فهو كما ذكره الإمام أحمد بن حنبل: الناس يحتاجون إلى العلم مثل الخبز والماء؛ لأن العلم يحتاج إليه في كل ساعة، والخبز والماء في كل يوم مرة أو مرتين (٤).

ولذلك قال ابن القيم في مدح الفقهاء والعلماء:

فقهاء الإسلام ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام،


(١) تنبيه الغافلين ٢/ ٤٦٦.
(٢) الإحياء ١/ ١٨.
(٣) تذكرة الحفاظ ١/ ٣٩٣.
(٤) شذرات الذهب ٢/ ١٧٦.

<<  <   >  >>