ولما جاء يزيد بن هارون ودرس في بغداد قدر عدد الحاضرين بسبعين ألف نسمة.
وعندما عقد الفريابي أحد شيوخ الإمام البخاري مجلس إملائه في بغداد كان عدد المستملين ثلاثمائة وستة عشر الذين كانوا يبلغون لفظ الشيخ للناس، وقدر عدد الحاضرين بثلاثين ألفاً (١).
قال الله تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} فهل يستوي العالم والجاهل؟ !
وكل ضرر يصيب العبد في دنياه أو أخراه سببه الجهل، ولذا أخبر الله تعالى أن الجهال هم شر الدواب فقال تعالى:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} بل جعل الله الجهال بمنزلة العميان الذين لا يبصرون فقال تعالى: {أَفَمَن يَّعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} فالجهل أصل الأخلاق الرديئة من الكبر والفخر والظلم والفساد في الأرض.
وقد توعد الله عز وجل من أعرض عن العلم الواجب عليه وعن تعلمه بوعيد شديد فقال تعالى:{وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}.
قال ابن القيم رحمه الله والمعنى أن من نسي ربه أنساه
الله ذاته ونفسه، فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه، بل نسي ما به
صلاحه وفلاحه في معاشه ومعاده، فصار معطلاً مهملاً بمنزلة الأنعام