للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعمال، والعلم بمراتب الطاعات عند الله تعالى، ومعرفة مقاديرها، والتمييز بين مفضولها وفاضلها، فإن في الطاعات سيداً ومسوداً، ورئيساً ومرءوساً (١).

وقال أيضاً: ترك العلم غفلة، والإعراض عنه جهالة؛ فلا ينبغي للعاقل أن يغفل عن تلمح العواقب، فمن ذلك أن التكاسل في طلب العلم وإيثار عاجل الراحة يوجب حسرات دائمة لا تفي لذة البطالة بمعشار تلك الحسرة، ولقد كان يجلس إليَّ أخي وهو عامي فقير، فأقول في نفسي: قد تساوينا في هذه اللحظة، فأين تعبي في طلب العلم وأين لذة بطالته؟ (٢).

ولعل شبابنا يستشعرون كلمات ابن الجوزي ويستفيدون من تجربته وتجربة أخيه فإن في ذلك عبرة.

قال عروة بن الزبير رحمه الله لأولاده: يا بني! تعلموا العلم وادرسوه، فإنكم إن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبراءهم، واسوءتا! ! ماذا أقبح من شيخ جاهل؟ (٣).

ولعلمهم أهمية العلم وفضل التعلم كانوا يتعاهدون أبناءهم وهم صغار، ويدفعون بهم إلى العلماء للتلقي منهم.

فهذا أبو سعد السمعاني أحضره والده إلى مجلس العلم وهو ابن

أربع سنين، فسمع من مسند زمانه عبد الغفار الشيروي، ثم رحل إلى


(١) مدارج السالكين ١/ ٢٢٥.
(٢) الآداب الشرعية ٢/ ٢٢٩.
(٣) الأمالي للبغدادي.

<<  <   >  >>