للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال سفيان بن عيينة: قرأت القرآن وأنا ابن أربع سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن سبع سنين.

وحفظ أحمد بن حنبل القرآن في صباه، وتعلم القراءة والكتابة، ثم اتجه إلى الديوان يمر على التحرير ويقول في نفسه: كنت وأنا غليم أختلف إلى الكتاب ثم أختلف إلى الديوان وأنا ابن أربع عشرة سنة. وكانت نشأته فيها آثار النبوغ والرشد حتى قال بعض الأدباء: وأنا أنفق على ولدي، وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا، فما أراهم يفلحون، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم، انظروا كيف؟ وجعل يعجب من أدبه وحسن طريقه.

قال الشافعي: كنت أقرئ الناس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفظت الموطأ قبل أن أحتلم (١).

ومع الأسف أن صغارنا في هذه السن بعضهم لا يحسن الوضوء، ولا يعرف الصلاة مع الجماعة، ولا يحفظ حديثاً من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالله المستعان. أخذتهم الملهيات، وتركهم الأهل في يد كل ناعق وساقط! ! فتأمل شباب الأمة أين هم؟ !

قال مجاشع بن يوسف: كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتي الناس، فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث، وذلك قبل أن يرحل إليه لسماع الموطأ منه.

قال محمد: ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟

فقال مالك: لا يدخل الجنب المسجد، قال محمد: فكيف يصنع وقد


(١) السير ١٠/ ٥٤.

<<  <   >  >>