للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واهجر النوم وحصله فمن ... يعرف المطلوب يحقر ما بذل

لا تقل قد ذهبت أربابه ... كل من سار على الدرب وصل

وقديماً قال الحكماء: من أسهر نفسه بالليل فقد فرح قلبه بالنهار.

وإنه لفرح لا يعدله فرح بنشر علمه والسير على خطى الأنبياء والصالحين في تبليغ الرسالة وتأدية الأمانة.

إليهم ـ أي العلماء ـ يرجع الأمر، وتصدر الأمة عن رأيهم وقولهم. وما ذاك إلا لأنهم حفظوا ميراث النبوة، وأعظم به من ميراث.

ومن الأمثلة الحية للنبوغ المبكر والاشتغال بالعلم منذ الصغر:

الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل». والذي قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي عز وجل: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان بين أيديهم برتوة بحجر». والذي شبهه عبد الله بن مسعود بإبراهيم الخليل عليه السلام في تعليمه الخير للناس، وفي طاعته وإنابته لربه، فقال ابن مسعود: إن معاذاً كان أمة قانتاً لله حنيفاً.

ومات معاذ هذا، مات وعمره ثنتان وثلاثون سنة.

والإمام النووي صاحب التصانيف العديدة والمؤلفات المفيدة في الفقه والحديث والسلوك واللغة توفي وعمره خمس وأربعون سنة.

<<  <   >  >>