للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سئل عن دليل مسألة الإجماع؛ فاستعرض القرآن ثلاث مرات في كل ليلة حتى اهتدى إلى الموضع.

وهو قول الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (١).

وقال الزهري وكأنه يتحدث عن حالهم ويرى صنيعهم: منهومان لا يشبعان: طالب العلم وطالب الدنيا.

فطالب الدنيا ثار غباره وعلمنا خبره عياناً، أما طالب العلم فهو في بطون الكتب سيرة وذكرى، ولعل الله يحفظ البقية الباقية من علمائنا وطلبة العلم في زماننا.

قرأ ابن حجر ـ رحمه الله ـ السنن لابن ماجه في أربعة مجالس، وقرأ صحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الختم، وذلك في نحو يومين وشيء؛ فإنه كان الجلوس من بكرة النهار إلى الظهر، وقرأ كتاب النسائي الكبير في عشرة مجالس، كل مجلس منها أربع ساعات، وأسرع شيء وقع له أنه قرأ معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين صلاتي الظهر والعصر؛ وهذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحو من ألف وخمسمائة حديث، وحدث بالبخاري في عشرة مجالس، كل مجلس منها أربع ساعات (٢).


(١) سورة النساء، الآية: ١١٥.
(٢) الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر ص ١٠٤.

<<  <   >  >>