للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا طالب العلم:

إن للقلوب شهوة وإدباراً؛ فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها، ودعوها عند فترتها وإدبارها (١).

ولأصحب الهمم العالية والعزائم الصادقة وقفات جادة في طلب العلم والسعي له.

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: لو أعيتني آية من كتاب الله فلم أجد أحدًا يفتحها علي إلا رجلاً ببرك الغماد (٢) لرحلت إليه (٣).

وجاء في ترجمة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ أنه كان يقول: أنا برجال الحديث أعرف مني برجال الدرعية (٤).

أما جهودهم ومصنفاتهم فهي ما يعجز عنه المقصرون ويتأخر عنه المتأخرون. فما أبرك ساعات الطلب عندهم وما أوسعها عند زكاتها! إنها أوقات عمروها طلباً للعلم ثم تبليغاً له.

أين نحن من هؤلاء؟

حسبت تلامذة أبي جعفر محمد بن جرير منذ احتلم إلى أن مات فقسموا على المدة مصنفاته فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة (٥).

وما تعلموا من عمل إلا سعوا إلى تطبيقه والعمل به، فقد كان الشيخ أبو عمر المقدسي لا يكاد يسمع دعاء إلا حفظه ودعا به، ولا


(١) الفوائد ص ١٣.
(٢) اسم لمكان بينه وبين مكة مسيرة خمس ليال.
(٣) السير ٢/ ٣٤٢.
(٤) الدرر السنية ١٢/ ٤٨.
(٥) تذكرة الحفاظ ٢/ ٧١١.

<<  <   >  >>