للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسمع ذكر صلاة إلا صلاها، ولا يسمع حديثاً إلا عمل به، ومات وهو عاقد على أصابعه ليسبح (١).

وهذا ابن جرير ينشط لكتابة التاريخ ويقول لأصحابه: هل تنشطون لتاريخ العالم؟ قالوا: كم يجيء؟ فذكر نحواً من ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: هذا مما يفني الأعمار قبل تمامه. قال: إنا لله، ماتت الهمم (٢).

وقال ابن الجوزي محدثاً عن نفسه: كتبت بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفاً (٣).

يا طالب العلم:

ومن لم يذق مر التعلم ساعة ... تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابه ... فكبر عليه أربعاً لوفاته

وألق سمعك إلى مقالة تحكي واقعنا، وقد قل العلماء وندر طلبة العلم، واتجهت الأمة إلى العلوم العصرية، وتركوا التفقه في الدين وما يجب معرفته من الدين بالضرورة.

فأما علم طريق الآخرة وما درج عليه السلف الصالح مما سماه الله سبحانه في كتابه: فقهاً وحكمة وعلماً وضياءً ونوراً وهداية ورشداً،


(١) شذرات الذهب ٥/ ٢٨.
(٢) تذكرة الحفاظ ٢/ ٧١٢.
(٣) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٤٤.

<<  <   >  >>