للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القلائل وفي يديه أثر المطرقة وصدأ العمل، ثم بعد ذلك فشا علمه واشتهر صيته وذاعت شهرته فأغناه الله من فضله (١).

أخو العلم حي خالد بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم

وذو الجهل ميت وهو ماشٍ على الثرى ... يظن من الأحياء وهو عديم

أما عبد الله بن حمود الزبيدي فقد طلب العلم على يد أبي علي الفارسي، ففي ذات مرة نام في بيت الدواب الذي كان خارج دار أبي علي الفارسي، وكانت فيه دابة أبي علي، وإنما فعل الزبيدي ذلك لأجل أن يسبق الطلبة إلى أبي علي الفارسي قبل أن يزدحموا عليه، ففي ذات مرة خرج أبو علي من بيته لصلاة الفجر مبكراً قبل طلوع الفجر، فشعر به الزبيدي فتبعه في الظلام، فخاف أبو علي وظنه لصاً وقال: ويحك من تكون؟ قال أنا تلميذك عبد الله الزبيدي، فصاح فيه: إلى متى تتبعني؟ والله ما على الأرض أحد أعلم بالنحو منك.

وحكى أبو الحسن يوسف بن أبي ذر البخاري أن محمد بن إسماعيل البخاري مرض، فعرضوا ماءه على الأطباء، فقالوا: إن هذا الماء يشبه ماء بعض أساقفة النصارى فإنهم لا يأتدمون، فصدقهم محمد بن إسماعيل وقال: لم آتدم منذ أربعين سنة، فسألوا عن علاجه؟ فقالوا: علاجه الإدام، فامتنع حتى ألح عليه المشايخ وأهل العلم فأجابهم إلى أن يأكل مع الخبز سكرة (٢).


(١) ترتيب المدارك ٤/ ٨٠٤.
(٢) مقدمة الفتح ٤٨١.

<<  <   >  >>