للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الحديث عن أنس رضي الله عنه: «طلب العلم فريضة» (١).

قال الإمام أحمد: يجب أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه، قيل له: مثل أي شيء؟ قال: الذي لا يسعه جهله، صلاته وصيامه، ونحو ذلك.

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: اعلم أن طلب العلم فريضة، وأنه شفاء للقلوب المريضة، وأن أهم ما على العبد معرفة دينه، الذي معرفته والعمل به سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار، أعاذنا الله منها (٢).

ويكفي هذا الأمر داعياًَ إلى طلب العلم فإنه طريق للجنة وموصل إلى أبوابها.

وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن يطلب العلم بالنضرة (وهي بهاء الوجه وجلاله) فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه» (٣).

وعلى هذا المنهج الرباني سارت الأمة رجالاً ونساء في قافلة العلم والحث عليه ومعرفة قدره. فهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه يحث

على طلب العلم ويبين فضله وفضل أهله فيقول: تعلموا العلم؛ فإن

تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه

جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس


(١) رواه ابن ماجه.
(٢) حاشية ثلاثة الأصول للشيخ عبد الرحمن بن قاسم ص ١٠.
(٣) رواه الترمذي.

<<  <   >  >>