للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الوحدة والصاحب في الخلوة (١).

أيها الحبيب: اجتهد في طلب العلم، واحرص على النهل من معينه والعمل به، ثم عليك بتبليغه وإيصاله إلى الناس امتثالاً لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «بلغوا عني ولو آية» (٢)؛ فإننا في زمن اندرست فيه معالم الهدى، وظل أكثر الناس جهلاً، ولم يبق إلا ندرة من العلماء الربانيون؛ أعلام الهدى ومصابيح الدجى.

والعلم الذي تضرب له أكباد الإبل، وتطوى له الأرض، وتثنى لأجله الركب: هو العلم الشرعي الصحيح المستمد من الكتاب والسنة وبفهم السلف الصالح، وهو العلم الذي يوصل إلى تقوى الله ومراقبته وخشيته، ويدل على طاعة الله عز وجل ومعرفة حدوده وأحكامه، ويوصل إلى الجنة ويبعد عن النار.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: أما العلم النافع فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين، وهو ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حديث وتفسير وفقه، وما يعين على ذلك من علوم العربية بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه الإنسان، وتعيين ذلك يختلف باختلاف الأحوال (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: وأكمل أنواع طلب العلم أن تكون همة الطالب مصروفة في تلقي العلم الموروث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه، واتباع


(١) جامع بيان العلم وفضله ١/ ٥٤.
(٢) رواه البخاري.
(٣) بهجة قلوب الأبرار ص ٤٤.

<<  <   >  >>