للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك وتقديمه على غيره، وليعتصم في كل باب من أبواب العلم بحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث الصحيحة الجوامع.

أيها المسلم:

ما العلم إلا كتاب الله والأثر

وما سوى ذاك لا عين ولا أثر

إلا هوى وخصومات ملفقة

فلا يغرنك من أربابها هدر (١)

أخي:

إن النية الصالحة والهمة العالية نفس تضيء، وهمة تتوقد، واعلم أن من جد وجد، وليس من سهر كمن رقد، وإن سلع المعالي غالية

الثمن.

فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة. والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار؛ فالنفوس العلية لا ترضى بالظلم، ولا بالفواحش، ولا بالسرقة، ولا بالخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك، والنفوس الحقيرة بالضد من ذلك (٢).

وقد أنزل الإمام الشافعي العلماء منازلهم وأثر تلك العلوم عليهم وعلى طبائعهم وسلوكهم، فقال رحمه الله تعالى: من تعلم القرآن

عظمت قيمته، ومن تعلم الفقه نبل مقداره، ومن كتب الحديث قويت


(١) شذرات الذهب ٧/ ١٠٣.
(٢) الفوائد ص ٢٦٦.

<<  <   >  >>