للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبا نصر الزيني، ليسمع منه حديث علي بن الجعد عن شعبة، فلما وصل بغداد تلقاه نبأ وفاة أبي نصر الزيني، فبكى أبو سعد وجعل يقول: من أين لي علي بن الجعد عن شعبة؟

وكتب أبو علي الفارسي مجموعة من كتب العلم بيده، ثم إنه جاء حريق فالتهم تلك الكتب، فبقي أبو علي شهرين كاملين لا يكلم أحداً، من شدة الهم والحزن على هذه المصيبة، وبقي مدة ذاهلاً متحيراً من هذه الصدمة، ثم صبره الله وعاد إلى رشده.

وفقد الكتاب كفقد الصواب ... فيا هول من قد أضاع الكتب

وقديماً قالوا: كتابك الذي تكتبه بيدك هو ولدك المخلد بعد موتك.

وأما هموم الناس اليوم فهي هموم الدنيا وجمع حطامها؛ يصبح الكثير من الناس ويمسي وهو مهموم مغموم من دينار فاته أو درهم خسره.

ونتحدث عن الحماسة لطلب العلم الشرعي، لأننا في زمان ماتت فيه الهمم، وضعفت فيه العزائم، وقلت فيه رغبة الناس في تحصيل العلم الشرعي.

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيت ساهراً الليل كله فرحاً مني بتلك الفائدة.

وبات محمد بن أحمد النسفي ليلة قلقاً حزيناً لما أصابه من الفقر وركبه من الدين، وكانت قد أشكلت عليه مسألة فقهية لم يعرف جوابها، ففكر فيها في ظلام الليل وهو مهموم حزين ففتحها الله

عليه وعرف جوابها، فقام يدور في غرفته ويتمايل طرباً، ويقول: أين

<<  <   >  >>