الملوك وأهل الدنيا؟ فتعجب امرأته من حاله، وظنت أنه قد وجد سبيلاً للحصول على مال يسد به فقره، فسألته: ما لك؟ فأخبرها الخبر؛ فتعجبت وحزنت.
وعندما سئل الإمام الشافعي: كيف شهوتك للعلم؟ فقال: أسمع بالحرف من العلم لم أسمعها من قبل، فتود أعضائي أن لها آذاناً تتنعم بها بهذه الكلمة كما تنعمت بها أذناي، فقيل له: كيف حرصك على تحصيل العلم؟ فقال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال. فقيل له: فكيف طلبك للعلم؟ فقال: كطلب المرأة التي أضاعت ولدها وليس لها ولد سواه.
وقالوا لبعض السلف: من يؤنسك؟ قال: فضرب بيديه على كتبه وقال: هذه، فقالوا: من الناس؟ قال: الناس الذين فيها.
إني رأيت وفي الأيام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر
عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به»(١).