للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الحرم بعد العشاء فتواقفا، حتى سمعا أذان الصبح (١).

وذكر أبو بكر محمد بن اللباد أن محمد بن عبدوس صلى الصبح بوضوء العتمة ثلاثين سنة، خمس عشرة سنة من دراسة، وخمس عشرة سنة من عبادة (٢).

أين ليل الساهين اليوم؟ ثلاثون سنة ما بين دراسة وعبادة! !

عن فضيل بن غزوان قال: كنت أجلس أنا ومغيرة بن مقسم الضبي وناس آخرون نتذاكر الفقه بعد العشاء، فربما لم نقم حتى نسمع النداء لصلاة الفجر فنذهب للوضوء.

وعلق على سهر الليل ومكابدة النوم الخطيب البغدادي فقال: وأفضل المذاكرة مذاكرة الليل، وكان جماعة من السلف يفعلون ذلك، وكان جماعة منهم يبدأون من العشاء فربما لم يقوموا حتى يسمعوا أذان الصبح (٣).

قال الشاعر العالم مبيناً حبه وحرصه على الكتب والقراءة:

لمحبرة تجالسني نهاري ... أحب إلي من أنس الصديق

ورزمة كاغدٍ في البيت عندي ... أعز إلي من عدل الرفيق

ولطمة عالمٍ في الخد مني ... ألذ عليَّ من شرب الرحيق

قال بن شميل: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه (٤).


(١) السير ٩/ ١٩٥.
(٢) ترتيب المدارك ٣/ ١٢٢.
(٣) المجموع ١/ ٣٨.
(٤) تذكرة الحفاظ ٣/ ٨٣٠.

<<  <   >  >>