للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أشد علي من ثلاث ضرائر وأصعب! (١).

وقال جعفر بن درستويه: كنا نأخذ المجلس في مجلس علي بن المديني، وقت العصر اليوم لمجلس غدٍ، فنقعد في أماكننا طوال الليل، مخافة ألا نلحق من الغد موضعاً نسمع فيه الحديث، فرأيت شيخاً في المجلس يبول في طيلسانه، ويدرج الطيلسان، وذلك مخافة أن يؤخذ مكانه إن قام ليبول (٢).

وقد أقام أبو طاهر في الإسكندرية من عام ٥١١ هـ إلى عام ٥٧٦ هـ لطلب العلم، وكان يقول عن نفسه: لي ستون سنة ما رأيت منارة الإسكندرية (وكانت من عجائب الدنيا) إلا من الطاقة.

وجاء شعبه بن الحجاج إلى خالد الحذاء، فقال شعبة لخالد: حديث بلغني عنك فحدثنيه، وكان خالد آنذاك مريضاً، فقال لشعبة: أنا الآن مريض ولا أستطيع أن أحدثك به، فقال شعبة: إنما هو حديث واحد فحدثني به، فحدثه به خالد الحذاء. فلما فرغ من الحديث قال له شعبة: مت الآن إن شئت.

وحالهم لفقد بعض العلم أو العلماء حال من فقد حبيباً أو عزيزاً.

فهذا شعبة بن الحجاج يقول: إني لأذكر الحديث يفوتني لم أسمعه فأمرض.

وقد ذكر لشعبة حديثٌ لم يسمعه فجعل يقول: واحزناه واحزناه.

ورحل عبد الرحمن بن أحمد البغياني مع أبيه إلى المحدث


(١) تاريخ بغداد ٨/ ٤٧١.
(٢) الجامع لأخلاق الراوي.

<<  <   >  >>