للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسن، صدر نفس الحكم مرة ثانية، أو حكم آخر لكنه خالف الشرع أيضا، فهل كفر؟ أخذت أكرر عليهم ثلاث مرات، أربع مرات، متى تقولون أنه كفر؟ لن يستطيعوا أن يضعوا حدا بتعداد أحكامه التي خالف فيها الشرع، ثم لا يكفرونه بها. في حين يستطيعون عكس ذلك تماما إذا علم منه أنه في الحكم الأول استحسن الحكم بغير ما أنزل الله -مستحلا له- واستقبح الحكم الشرعي، فساعتئذ يكون الحكم عليه بالردة صحيحا ومن المرة الأولى.

وعلى العكس من ذلك لو رأيت منه عشرات الحكومات في القضايا المتعددة خالف فيها الشرع، وإذا سألته لماذا حكمت بغير ما أنزل الله عز وجل؟ فرد قائلا: خفت وخشيت على نفسي، أو ارتشيت مثلا، وهذا أسوأ من الأول بكثير، فلا تستطيع أن تقول بكفره حتى يعرب عما في قلبه بأنه لا يرى الحكم بما أنزل الله عز وجل، وحينئذ فقط تستطيع أن تقول إنه كافر كفر ردة.

وخلاصة الكلام الآن أنه لا بد من معرفة أن الكفر كالفسق والظلم ينقسم إلى قسمين:

كفر وفسق وظلم يخرج عن الملة، وكل ذلك يعود إلى الاستحلال القلبي.

وخلاف ذلك يعود إلى الاستحلال العملي.

فكل المعاصي -بخاصة ما فشا في هذا الزمان من استحلال عملي للربا والزنا وشرب الخمر وغيرها- كل هذا كفر عملي.

فلا يجوز أن نكفر العصاة لمجرد ارتكابهم معصية واستحلالهم إياها

<<  <   >  >>