للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما» أخرجه البخاري (١).

ومن أدخله ولي الأمر المسلم بعقد أمان وعهد؛ فإن نفسه وماله معصوم، لا يجوز التعرض له، ومن قتله فإنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لم يرح رائحة الجنة» وهذا وعيد شديد لمن تعرض للمعاهدين.

ومعلوم أن أهل الإسلام ذمتهم واحدة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم» (٢).

ولما أجارت أم هانئ رضي الله عنها رجلا مشركا عام الفتح وأراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله؛ ذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ» أخرجه البخاري ومسلم (٣).

والمقصود أن من دخل بعقد أمان أو بعهد من ولي الأمر لمصلحة رآها؛ فلا يجوز التعرض له ولا الاعتداء لا على نفسه ولا ماله.

إذا تبين هذا: فإن ما وقع في مدينة الرياض من حوادث التفجير أمر محرم لا يقره دين الإسلام، وتحريمه جاء من وجوه:

١ - أن هذا العمل اعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع للآمنين فيها.


(١) أخرجه البخاري في "الصحيح" (٢٩٩٥).
(٢) رواه أحمد في "المسند" (١/ ١١٩) والحاكم في "المستدرك" (٢٦٢٣) والدارقطني (٣/ ١٣١) والنسائي في "السنن الكبرى" (٨٦٨١).
(٣) أخرجه البخاري في "الصحيح" (٣٥٠) ومسلم في "الصحيح" (٣٣٦).

<<  <   >  >>