ويستوي بكم على جودي الرياضة. والله يهدي للتي هي أقوم. وكأني بالأقدام نقلت، والبصائر بإلهام الحق صقلت، والمقامات خلفت بعد أن استقبلت، والعرفان شيمت أنواره وبوارقه، والوصول انكشفت حقائقه لما ارتفعت عوائقه. وأما حالي، والظن بكم الاهتمام بها، والبحث عنها، فغير خفية بالباب المولوي - أعلاه الله - ومظهرها في طاعته، ومصدرها عن أمره، وتصاريفها في خدمته، والزعم إني قمت المقام المحمود في التشيع، والانحياش، واستمالة الكافة، إلى المناصحة، ومخالطة القلوب للولاية، وما يتشوفه مجدكم ويتطلع إليه فضلكم واهتمامكم، من خاصيها في النفس والولد، فجهينة خبره مؤدي كتابي إليكم، ناشئ تأديبي، وثمرة تربيتي، فسهلوا له الإذن، وألينوا له جانب النجوى، حتى يؤدي ما عندي وما عندكم، وخذوه بأعقاب الأحاديث أن يقف عند مبادئها، وائتمنوه على ما تحدثون، فليس بظنين على السر.
وتشوفي لما يرجع به إليكم سيدي وصديقي وصديقكم المغرب في المجد والفضل،
المساهم في الشدائد، كبير المغرب، وظهير الدولة، أبو يحيى بن أبي