للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرتده وأعهده، وكنت سمعت من متمعقلين بالشَّام بأنّ هؤلاء الأروام لا يعرفون مقدار أحد، ولا يلتفتون إلى من صدر أو ورد، فزادني ذلك فرقاً، وأكسبني وسواساً وقلقاً، فألقى الله سبحانه على الجنان، ما نطق به اللسان، وأبان عنه البيان، وجرى به البنان، فقلت:

إلى الله في كل الأمور توسلي ... بهادي الورى المختار أشرفَ مُرْسَلِ

محمدٍ المبعوثِ من آل هاشمٍ ... إلى الخلْقِ بالدين القويمِ المكمَلِ

لقد خُصَّ بالإرسالِ حقاً بآخِرٍ ... كما خُصَّ في الإنشاءِ خلقاً بأولِ

رفعتُ إليه قصتي من حوادثٍ ... وَهَى جَلَدي منها وقلَّ تحمُّلي

ألا يا رسول الله أني عائذٌ ... بجاهِكِ من خَطْبٍ عَراني مُجلّلِ

فراقٌ لأولادي وأمي وعشرتي ... وأهلي وأصحابي وداري ومنزلي

وتشتيتُ شملي في البلاد وغُربتي ... بغير شفوقٍ لي عليه مُعوّلي

وقَصْدِي لحاجاتٍ أروم قضاءَِها ... سريعاً وأخشى أنها لا تعجّلِ

ويخفِقُ من إخفاقها القلبُ سيدي ... ويؤنِسُه علمي بأنك موئلي

وخوفي من كيدِ الحسود ومكرِه ... ومن قصدِه بغياً إصابةَ مقتلي

<<  <   >  >>