لما رأيتُ الودَّ منه قد انقضى ... وأراد حبلَ الوصل أن يتمزَّقَا
فارقتُه ونفضتُ من يدهِ يدي ... وقرأتُ لي وله وأن يتفرَّقَا
ونقل بلفظه وقرأته بخطه ما حكى أنّ الرشيد أجرى الخيل يوماً بالرَّقّة، فوقف متلوماً حتى طلعت، فإذا في أولها فرسَان في عنان، فتأملهما فقال: فرسي والله، ثم تبين وقال: وفرس ابني عبد الله، فجاء الفرسَان أمام الخيل، فرسه السابق وفرس المأمون المُصَلِّي فسرّ بذلك. قال الأصْمَعي: فقلت للفضل يا أبا العبّاس هذا من أيّامي فاحتل بأن توصلني فقال: يا أمير المؤمنين إنّ الأصْمَعي قد أعدَّ في أمر الفرسين شيئاً يزيد به سرور أمير المؤمنين، فقال هات يا أصْمَعي. قلت: يا أمير المؤمنين كنت وابنك اليوم وفرساكما كما قالت الخَنْساء، وقد قيل لها كدت تفضلين أخاك على أبيك: