قيل لأبي عبيد: ليس هذا في مجموع شعرها، فقال: العامة أسقط من أن يجاد عليها بمثل هذا قولها مُلاَءَة الحُضْر، يعني به غبرة الفرسين اللذين أثاراهما جعلتهما كأنهما يرتديان بها ويتجاذبانها.
ونقل أن عائشة بنت طلحة وسُكينة بنت الحسين كانتا تحت مُصْعب بن الزبير فحجتا معاً ومحملاهما متعادلان، فأنشد حادي عائشة:
عائشَ يا ذاتَ الحِمالِ السِّتين ... لا زِلْتِ مذ عِشْتِ كذا تَحُجِّين
فأجابه حادي سُكينة:
عائش ما ذي ضَرَّةٌ تشنوكِ ... لولا أَبوها ما اهتدى أبوك
فقالت عائشةُ لحاديها: أكفف، والقصة مشهورة.
وحكى لي عن الشيخ العَلاَّمة زين الدِّين الأسديّ أنّه حكى له عمن نقل عن قاضي القُضاة صدر الدِّين المناويّ أنه قرأ قول الخَنْساء في أخيها: