للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولوْلا كَثرَةُ البَاكينَ حَوْلي ... عَلَى أمواتهم لقَتَلْتُ نَفْسي

ومَا يَبْكُونَ مثلَ أخي وَلكِنْ ... أُسلّي النَّفْسَ عَنْهُ بالتَّأسِّي

فصحفها وما بيكون بتقديم الباء الموحدَة، واحتج به على جواز إدخال الباء على الفعل المضارع كما هو في ألسنة العوام، فذكر ذلك للركراكيّ قاضي القضاة المالكيّ فأظهر استحسان ذلك، وحَسَن له أن يذكره بحضرة السُّلطان وكان في نفسه منه شيء، فلما ذكر ذلك بحضرة السُّلطان، قال المالكيّ: لعلّ هذا تصحف على مولانا، وإنما هو يبكون بتقديم الياء المثناة من تحت، فخجل صدر الدِّين، ويقال إنّ ذلك كان سبب موته والله تعالى أعلم.

وأنشدني للعلاّمة المُحَقِّق الشيخ شهاب الدِّين بن شُقَير التُّونسيّ رحمه الله:

سائلي عن قضيتي في البراغيث ... خُذ الشرحَ إن أردتَ التّقصّي

نحن فيها ما بين قَتْل وفتْلٍ ... وهي فينا ما بين قَرْصٍ ورَقْصِ

وذكر أنّه أنشده أيضاً لنفسه أو غيره يهجو، وهو نوع لطيف:

جماعةٌ كلّهم قشورُ ... ما فيهم واحدٌ لبابُ

<<  <   >  >>