للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في منزله العزيز، وغير ذلك من المؤلفات، وهي الآن بحمد الله زهاء سبعين مؤلفاً، ومما نقله عني ما أخبرته به بسندي إلى قاضي القضاة تاج الدِّين السُّبكيّ أنه كان يوماً في مجلس والده شيخ الإسلام تقي الدِّين وجرى ذكر الحَريريّ وأنه ترنم يوماًَ في خلوة بقوله في المقامات:

من ذا الذي ما ساء قَطْ ... ومن له الحسنى فَقَطْ

وأنه سمع هاتفاً يقول ولم يرَ شخصه:

محمد الهادي الذي ... عليه جبريل هَبَطْ

قال فقلت بحضرة الشيخ الإمام كان ينبغي أن يجيب بقوله:

وذاك فرد نادر ... أعذر فيه للغلط

وإن ممّا عُدَّ من محاسن الشيخ شمس الدِّين بن عَدْلان شيخ الشَّافعيّة في زمنه أنه سئل هل الأفضل أبو بكر أم علي؟ وكان في مكان لا يمكنه فيه التصريح بمذهب أهل السُّنَّة، فقال: عليُّ أفضل القرابة وأبو بكر أفضل الصحابة، انتهى. ولا شكّ

أن أفضلية الصحابة يَلزم منها أفضلية القرابة، فإن القرابة الصحابة قد دخلوا في المفضولين وغيرهم معلوم فضل الصحابة عليهم فتأمله، وهو أحسن من جواب ابن الجوزيّ حيث قال: أفضلُهما من بنتهُ تحته لما سئل من أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أعلي أم أبو بكر، فإن فيه إيهاما، ولذلك لما خاف من الاستفسار نزل عن كرسيه في الحال وأنشدته لأبي نصر الفارابيّ رحمه الله:

<<  <   >  >>