القاضي عبد الحيّ ابن أخي حاجي جلبي المشار إليه، أفاض الله نعمه عليه، اجتمع بي وبوالدي بالشَّام عند قدومه إليها قاصداً بيت الله الحرام، فصار بيننا وبينه صُحبة ومودّة ومحبّة.
ومنهم الفاضل اللبيب، والعالم الأَريب، الباسق في شجرة كريمة الأعراق، ساطعة الإشراق، طيبة الأثمار والإيراق، محرزاً في ميدان طهارة الأردان قصب السباق، متميزاً في عنفوان الشباب بحُسن الخلق وإحسَان الأخلاق، ابن قاضي العسكر الإمام عبد الرَّحمن أخي حاجي جلبي أيضاً المسمّى هو بعبد الرَّزاق، انقصف غُضر أجله في ريعانه، وكبا جواد أمله في ميدانه، فلبّى داعي ربه إذ دعاه، وأجاب ندائه مسارعاً للقياه؛ فمات شهيداً بالطّاعُون في شهر صفر المذكور قبل ابن عمّه المُشار إليه بأيام رحمه الله، وكان قد اجتمع بي مُسَلّماً، وأخذ عني متفهّماً.
ومنهم المقرّ العالي الكريم، والجناب السامي الجسيم، المولوي الإمامي العالمي العلاّمي زين ممالك الإسلام، وحسنة الليالي والأيّام، ورجل الكمال والكلام، وحامل فخر الأقلام، ولواء الشرع المنيف والأحكام، ونجل الشراة الأعلام، غرّة الزمن البهيم، وبورد الآمال الهييم، الفائق بدرر علمه وكلمه على الدارين، قاضي قضاة العساكر المنصورة الرُّوم إيليه محيي الدِّين بن الفنّاري.
ومنهم المقرّ الكريم العالي، الجامع أشتات المعالي، حسنة الأيام والليالي، عَلاَّمة الزمان، ووحيد الأقران، والمشار إليه بالبنان والبيان، زين الأكابر والأماثل، ورأس الأعيان الأفاضل، ومقصد المتلمس والسائل، ومحطّ رِجْل أمل الآمل،