كأنّ أفول البيد طرق تعلقت ... به سنة ما هبّ فيها ولا أغفى
فلمّا بقي من الليل القليل، أخذنا في التحميل، وسألنا من الله التيسير والتسهيل، ثمّ شرعنا نسير في تلك الهضاب، ونجول في هاتيك الشعاب، إلى أن تمزّق من الليل الجِلْبَاب، وتقشّع ظلامه وانجاب، وظهر الفجر من الحجاب، ومدّ من سرادق
ضيائه على الوجود الأَطْنَاب، (وافترّ ثغر الضوء في وجه ذلك الجوّ)، وأقبل الصبح مبشراً بالاجتماع، كما كان منذراً بالفراق في حالة الوداع، فشكرت سعيه إذ ذاك، وأنشدت وأنا باك: