اقتدت الشيء، وملكت قياده، إذا ارتهنت طاعته، والحنو: الانعطاف بالمودة.
فيقول: فيما ذكرته من سعة حلمك، ووصفته من قوة حزمك، وبأمثال ذلك من ضروب فضلك، أحرزت السيادة، واستحققت الرئاسة، واقتدت كل من صعب قياده، وأدركت كل ما بعد مثاله.
ثم قال: وبذلك أطاعك من أهل المنعة والإقدام والقوة، فألزمتهم طاعتك، وإن كانت الطاعة ليست بمعهودة من مثلهم، لأنهم آساد، والآساد تحذر صولتها، ويتعذر انقيادها وطاعتها.
ثم قال: وإنما أنت للأمير أبي القاسم كالوالد المشفق، وكالأب الملطف، والأب وإن أظهر القسوة على ابنه، فهو أشد إشفاقا من الابن، وإن أظهر المبالغة في بره.
أَنْتُمَا ما اتَّفَقْتُمَا الجِسْمُ والرُّو ... - حُ، فلا احْتَجْتُما إلى العُوَّادِ
وإِذَا كانَ في الأَنابيبِ خُلْفٌ ... وَقَعَ الطَّيْشُ في صُدورِ الصَّعادِ
العواد: الزوار في العلل، والأنابيب: ما بين كعوب القناة، الواحد: أنبوب، والطيش: اضطراب على غير قصده، والصعاد: جمع صعدة، وهي القناة، وصدورها: أعاليها.
فيقول مشيرا إلى كافور وإلى الأمير أبي القاسم: لا عدا الشر، ولا بعد عنه، ولا فاته ولا تخلص منه، من بغى لكما الشر من حساد نعمتكما، وأعداء دولتكما، وخص بالفساد وأصيب به، ولقيه وعرض له، المتسببين للفساد بجهدهم، الحاملين عليه بمذموم سعيهم.