للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاختلاف: أشمت الاختلاف بالخوارج المهلب وأصحابه، ففل حدهم، وأباد جمعهم، وأشار إلى الاختلاف الذي وقع بين قطري بن الفجاءة وعبد ربه

ثم قال: وكذلك أوجب الاختلاف على بني اليزيدي بالبصرة فساد دولتهم، وذهاب نعمتهم.

ثم قال: وكذلك أصاب الاختلاف ملوكا يكثر ذكرهم، ويطول عددهم، منهم من هو كأمس في قرب عهده، ودنو أمره، ومنهم أمم سالفة، وقرون ماضية، كطسم وجديس أختها، وجميعهم أهلكهم التخالف، وأبادهم التدابر، فحذر كافورا وأبا القاسم بن الإخشيد من الاختلاف الذي [في] تمزقه زوال الدول، وتغيير النعم، ووعظهما بمن تقدمهما من الملوك الأولين، والرؤساء السالفين.

بكُمَا بِتُّ عَائِذاً فِيْكَمَا مِنْ ... هُ وَمِنْ كَيْدِ كَلَّ بَاغٍ وَعَادِ

وَبِلُبَّيْكَمَا الأَصِيْلَيْنِ أَنْ تَفْ ... رُق صُمُّ الرَّماحِ بَيْنَ الجِيادِ

أَوْ يَكُونَ الوَلِيُّ أَشْقَى عَدُوًّ ... بالَّذي تَدْخرانِهِ مِنْ عَتَادِ

العائذ: المستجير، والضمير في منه راجع إلى الاختلاف، والباغي: معروف، والعادي: الظالم، واللب: العقل، والأصيل: الثاقب،

وصم الرماح: صلابها، والجياد: الخيل الكريمة، والذخر: المال المصون، والعتاد: ما اتخذ للدهر عدة.

فيقول لكافور ولأبي القاسم: بكما أيها الرئيسان، وبما بلوته من سعة حلمكما، وتظاهر فضلكما، بت مستجيرا فيكما من كيد كل من يبغي المكروه لكما، ويتعدى فيما ينقله من النمائم بينكما.

ثم قال: وبلبيكما الأصيلين، وطبعيكما الكريمين، أستجير فيكما من أن تؤول أموركما إلى الحرب التي تفرق فيها صم الرماح بين الخيل، بتطارد الفرسان، وتطاعن الأقران.

<<  <  ج: ص:  >  >>