ثم قال، وهو يريده: متلف لكثير ما يجمعه ببذله، مخلف لذلك لتيقظه وحزمه، أبي لا يعلق الضيم به، عالم بالصواب فيما يعن له، حازم لا بفرط ولا يغفل، شجاع لا يجبن وينكل، جواد لا يضن ويبخل، وهذا التصنيف يعرف بالتقسيم، وهو من بديع الكلام.
الإجفال: الإسراع في الذهاب، والآتي: ما يسوقه السيل، وهو أيضا الخليج يخرج من النهر.
فيقول: تهيب الناس أبا المسك، فأجفلوا بين يديه مسرعين، وعجزوا عن التعرض، له فأذعنوا بطاعته معلنين، وذلت رقاب العباد لملكه، وسلم الناس أجمعون لأمره.
ثم قال: وكيف لا يعجز الناس عن اعتراض سلطان لا يمانع، وسيل لا يدافع، يضيق كل واد عن كثرة اجتلابه، ويضعف كل قوي عن معارضة عبابه، وكنى بالسيل والطريق عن كافور ومقاصده، فأخبر أنه في غاية القوة، وأنه فيما يبتغيه على نهاية القدرة.