عِنْدَ الهُمَامِ أبي المِسْكِ الذي غَرِقَتْ ... فِي جُودِهِ مُضَرُ الحَمْرَاءِ واليَمَنِ
الأجلة: أغطية الخيل، واحدها جل، وهذا الجمع على سبيل التكثير، يقال: جل وجلال، مثل خف وخفاف، ثم يجمع جلال على أجلة، كما يجتمع عنان على أعنة، والعذر: جمع عذار، وهو ما يستطيل من اللجام على خد الفرس، والهمام: الرفيع القدر، والفسطاط: واسعة مصر، ومضر الحمراء: يريد مضر بن نزار ومن ولده القبائل، وسميت مضر بالحمراء؛ لأن نزار بن معد لما قسم ماله بين بنيه، أعطى مضر قبة له حمراء، وقال: هذه وما جانسها لك، فسميت مضر بمضر الحمراء بذلك، واليمن كل من ولد يعرب بن قحطان، وهذان الأصلان يشتملان على جمهور العرب.
فيقول مخاطبا لسيف الدولة، ومشيرا إلى استطابته لمصر، واغتباطه بصحبة كافور: أبلى مهري الأجلة بطول المقام عند الأستاذ كافور، الذي تخيرته وانقطعت إليه، وآثرته وعولت عليه، وبذلت بالفسطاط عذره وأرسانه، فبطة بالموضع الذي أصبحت مستقرا به، ولاغبة في الرئيس الذي تتابع شكري له، فلم أهم عنه برحلة، ولا أخلاني من إكرام ونعمة.
ثم قال مشيرا إلى ما قدمه من ذكر إقامته: عند الهمام أبي المسك، الذي تتواضع الملوك عند قدره، وتعترف بالتقصير عند جلالته وفضله، وتغرق مضر واليمن، وهم جمهور العرب في جوده وكرمه.