فما تأخر آمالي: يريد تتأخر، وحذف التاء وهو يريدها، وأبقى الفعل على حسبه معها، والعرب تفعل ذلك، قال الله عز وجل:(تنزل الملائكة والروح)، فحذف التاء وهو يريدها،
يقول: إن تأخر عني بعض موعد كافور في الولاية التي أرغبها منه، والكرامة التي ضمنتها لنفسي عنه، فما تتأخر آمالي فيه ولا تكذب، ولا تضعف ثقتي به ولا تهن.
ثم قال باسطا لعذر كافور في تأخره عن إنجاز ما تقدم عنده من عدته، وتوقفه عن إسفاف ما بذله إليه من رغبته: هو الوفي الذي لا يرتاب في صدقه، وهو الكريم الذي لا يختلف في فضله، ولكنني مننت إليه بمودة قد شهد جملتها، وخالصة قد تيقن صحتها، وهو مع ذلك يبلوها ويمتحنها، ويتبينها ويختبرها.